إفراز الدموع هو عملية طبيعية ومعقدة تهدف إلى حماية وصيانة العين، حيث يتكون نظام الدموع من الغدد الدمعية والقنوات الدمعية التي تعمل على إنتاج وتوزيع الدموع عبر سطح العين.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الدموع: الدموع القاعدية، الدموع الانعكاسية، والدموع العاطفية، ولكل نوع منها سبب ووظيفة محددة.
الدموع القاعدية
هذه الدموع تُفرَز باستمرار بمعدل قليل للحفاظ على رطوبة العين ومنع جفافها، حيث تحتوي الدموع القاعدية على مزيج من الماء، المخاط، والدهون التي تعمل معاً لتشكيل طبقة واقية على سطح العين.
هذه الطبقة تحمي العين من الجسيمات الدقيقة والبكتيريا، وتساعد في تحسين رؤية العين عن طريق الحفاظ على سطحها أملسًا ونظيفًا.
الدموع الانعكاسية
تُفرَز هذه الدموع استجابةً لمحفزات خارجية مثل الدخان، الغبار، الرياح القوية، أو المواد الكيميائية، و عندما تتهيج العين بسبب هذه العوامل، تُفرَز الدموع بكميات كبيرة لغسل المواد المزعجة وحماية العين من الأضرار المحتملة.
تحتوي الدموع الانعكاسية على إنزيمات ومضادات بكتيرية تساعد في قتل الجراثيم وحماية العين من الالتهابات.
الدموع العاطفية
تُفرَز استجابةً للعواطف القوية مثل الحزن، الفرح، الغضب، أو التوتر. هذه الدموع تختلف كيميائيًا عن الأنواع الأخرى حيث تحتوي على هرمونات وبروتينات إضافية تُفرَز نتيجة للتوتر العاطفي، حيث يُعتقد أن الدموع العاطفية تساعد في تنظيم الحالة المزاجية والتخفيف من التوتر العاطفي عن طريق إفراز هذه المواد الكيميائية.
عملية إفراز الدموع تبدأ من الغدد الدمعية التي تقع فوق العين مباشرة، و عندما تُنتج الغدد الدموع، تنتشر هذه الدموع عبر سطح العين عن طريق الرمش الذي يعمل كمسّاحة لتوزيع السائل بالتساوي. بعد أن تُغطي الدموع سطح العين، تُصرف عبر قنوات صغيرة تُسمى القنوات الدمعية الموجودة في الزوايا الداخلية للعين، حيث تتدفق في النهاية إلى الأنف.
أهمية الدموع تتجاوز الوظائف الفيزيولوجية، فهي تُعتبر أيضًا وسيلة للتعبير عن العواطف والتواصل الإنساني.
عبر التاريخ، ارتبطت الدموع بمختلف الثقافات كرمز للشفاء، التعبير العاطفي، وحتى التوبة. من الناحية الطبية، يُعد توازن إفراز الدموع ضروريًا لصحة العين، وأي اضطراب في هذا التوازن يمكن أن يؤدي إلى مشكلات مثل جفاف العين أو التهابها.